الوصف والتركيب الكيميائي الحيوي
الكروم هو فلز انتقالي رقمه الذري 24 في الجدول الدوري. ويوجد في الطبيعة وفي الجسم في حالات أكسدة مختلفة، ولكن الشكل النشط بيولوجيًا هو عادةً الكروم ثلاثي التكافؤ (Cr³⁺⁺⁺)، أي الكروم (III). أما الكروم سداسي التكافؤ (Cr⁶⁺⁺⁺) فهو شكل سام ويوجد في التلوث الصناعي.
إن الدور البيولوجي للكروم في الجسم غير مفهوم تمامًا، ولكن دوره المعروف هو تسهيل امتصاص الجلوكوز في الخلايا بواسطة الأنسولين. يُعتقد أن الكروم هو أحد مكونات جزيء يسمى "عامل تحمل الجلوكوز" (GTF)، والذي يعمل على تحسين ارتباط الأنسولين بمستقبلات الخلايا ونقل الإشارات. يتفاعل هذا العامل مع مستقبلات الأنسولين على غشاء الخلية ويسرّع نقل الجلوكوز إلى الخلية.
الأشكال الشائعة الاستخدام في مكملات الكروم هي التالية:
- بيكولينات الكروم وهو شكل يتم فيه خلط الكروم بحمض البيكولينيك. وهو واحد من أكثر الأشكال التي تم بحثها ويعتبر من أكثر الأشكال التي تم بحثها ويعتبر ذو توافر بيولوجي مرتفع.
- كلوريد الكروم وهو عبارة عن ملح كروم غير عضوي ذو توافر بيولوجي أقل.
- خميرة الكروم (خميرة البيرة): وهو مصدر طبيعي للكروم ويحتوي على الكروم المرتبط عضوياً.
- نيكوتينات الكروم وهو شكل يرتبط فيه الكروم مع النياسين (فيتامين B3).
التأثيرات على وظائف الجسم
ترتبط التأثيرات المحتملة للكروم على الجسم في الغالب بالتحكم في نسبة السكر في الدم ومتلازمة الأيض.
- التحكم في سكر الدم والسكري: من أشهر فوائد الكروم المعروفة أنه يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة حساسية الأنسولين. قد يكون هذا التأثير واضحًا بشكل خاص لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني أو مقاومة الأنسولين. يمكن أن يساعد الكروم في نقل الجلوكوز إلى الخلايا بشكل أكثر كفاءة، مما يقلل من تقلبات السكر في الدم.
- مثال بحثي: أشار التحليل التلوي الذي أجراه كاو وآخرون (2007) إلى أن مكملات الكروم قد توفر فوائد كبيرة في خفض مستويات الجلوكوز والأنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، قد تعتمد فعاليته على الحالة الفردية ووجود نقص في الكروم. وقد أظهرت بعض الدراسات اللاحقة أن التأثير يكون أقل وضوحاً لدى الأفراد الأصحاء أو لدى مرضى السكري الذين يتم التحكم بهم جيداً، خاصة إذا لم يكن هناك نقص واضح (بيتلر وآخرون، 2007).
- بحث جديد: أكدت الدراسات الحديثة على أن فعالية الكروم تختلف حسب حالة الفرد من حيث الكروم (نقص أو عدمه)، وشدة مرض السكري وشكل الكروم المستخدم. ويُعتقد أنه أكثر فائدة خاصةً لدى الأفراد الذين يعانون من مقاومة الأنسولين أو مقدمات السكري (Aaseth وآخرون، 2020).
- إدارة الوزن: نظرًا لتأثير الكروم على التحكم في مستوى الجلوكوز في الدم، فقد فحصت بعض الأبحاث قدرته على تقليل الشهية والمساعدة في فقدان الوزن. ومع ذلك، فإن الأدلة في هذا المجال محدودة، وقد لوحظ أن الكروم وحده لا يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير، ولكن قد يكون له بعض التأثيرات غير المباشرة على تكوين الجسم (فقدان الدهون، والحفاظ على كتلة العضلات).
- مثال بحثي: أظهر التحليل التلوي الذي أجراه أوناكبويا وآخرون (2015) أن بيكولينات الكروم كان له تأثير صغير ولكنه مهم إحصائيًا على فقدان الوزن، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفقدان الوزن بشكل مفيد سريريًا.
- الكوليسترول والتمثيل الغذائي للدهون: وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن مكملات الكروم قد تساعد على خفض الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار ("الضار") ومستويات الدهون الثلاثية، مع زيادة مستويات الكوليسترول الحميد ("الجيد"). قد تكون هذه التأثيرات مرتبطة بتحسين حساسية الأنسولين.
- مثال بحثي: أشارت مراجعة قام بها يازداني وآخرون (2014) إلى أن مكملات الكروم لها فوائد محتملة في تحسين ملامح الدهون لدى مرضى السكري وعسر شحميات الدم.
- جهاز المناعة: هناك بيانات محدودة عن التأثيرات المحددة للكروم مباشرة على الجهاز المناعي. ومع ذلك، فإن تحسين صحة الأيض بشكل عام وتقليل الالتهاب بشكل غير مباشر قد يدعم وظيفة المناعة. وخاصة بالنظر إلى أن الاضطرابات الأيضية مثل داء السكري قد تضعف الجهاز المناعي، فإن تحسين الكروم لصحة الأيض قد يدعم الاستجابة المناعية بشكل غير مباشر.
- الالتهاب لا تزال الأبحاث حول التأثيرات المضادة للالتهابات للكروم مستمرة. غالبًا ما ترتبط مقاومة الأنسولين ومتلازمة الأيض بالالتهاب المزمن منخفض الدرجة. وقد يؤدي تحسين الكروم لحساسية الأنسولين إلى تقليل هذا الالتهاب بشكل غير مباشر.
- مثال بحثي: وقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن مكملات الكروم يمكن أن تقلل من علامات الالتهاب، لكن الأدلة على البشر في هذا المجال لا تزال محدودة (ساهين وآخرون، 2004).
- صحة القلب والأوعية الدموية: قد تسهم التأثيرات الإيجابية المحتملة للكروم على الجلوكوز في الدم والتمثيل الغذائي للدهون بشكل غير مباشر في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. تعتبر مقاومة الأنسولين وارتفاع نسبة السكر في الدم من عوامل الخطر الهامة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
- الأداء البدني: أسفرت الأبحاث حول التأثير المباشر للكروم في تعزيز الأداء البدني عن نتائج متضاربة. يستخدمه بعض الرياضيين اعتقادًا منهم أن الكروم يمكن أن يزيد من كتلة العضلات أو يسرع من حرق الدهون. ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية القوية التي تدعم هذه الادعاءات محدودة. ونظراً لدور الكروم في استقلاب الطاقة، فمن المحتمل أن يحسن استخدام الجلوكوز بعد التمرين.
- مثال بحثي: أشارت مراجعة أجراها لوكاسكي (2000) إلى أن تأثيرات مكملات الكروم على كتلة العضلات أو قوتها كانت ضئيلة بشكل عام.
- الصحة الإنجابية: الأدلة العلمية على الآثار المباشرة والمحددة للكروم على الصحة الإنجابية محدودة للغاية. ومع ذلك، فإن تحسين الصحة الأيضية وحساسية الأنسولين قد يوفر فوائد غير مباشرة للنساء اللاتي يعانين من مشاكل إنجابية مرتبطة بمقاومة الأنسولين، مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS).
- مثال بحثي: اقترحت بعض الدراسات الصغيرة أن مكملات الكروم قد تحسن من مقاومة الأنسولين والتشوهات الأيضية المرتبطة به لدى النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (جميليان وعاصمي، 2017).
مجالات الاستخدام
تستخدم مكملات الكروم بشكل أساسي في الحالات التالية:
- التحكم في نسبة السكر في الدم: للمساعدة في تنظيم جلوكوز الدم لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني أو مقدمات السكري أو مقاومة الأنسولين.
- إدارة الوزن: ومع ذلك، فإن دعم برامج إنقاص الوزن ليس حلاً في حد ذاته.
- الدعم الغذائي: لتوفير المكملات الغذائية للأفراد الذين لا يتناولون كمية كافية من الكروم في النظام الغذائي أو المعرضين لخطر نقص الكروم.
الأعراض الجانبية ومعلومات الجرعة
تعتبر مكملات الكروم آمنة بشكل عام عند تناول الجرعات الموصى بها. ومع ذلك، قد تحدث آثار جانبية عند تناول جرعات زائدة أو لدى بعض الأفراد الحساسين.
الآثار الجانبية:
- اضطرابات الجهاز الهضمي: في حالات نادرة، قد يحدث اضطراب في المعدة أو غثيان أو إسهال أو إمساك.
- تفاعلات الجلد: قد يحدث طفح جلدي لدى الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية.
- مشاكل الكلى والكبد: من النادر ورود تقارير عن تلف الكلى أو الكبد عند تناول جرعات عالية جداً ومع الاستخدام لفترات طويلة. ومع ذلك، ترتبط هذه الحالات عادةً باستخدام جرعات تزيد كثيراً عن الجرعات الموصى بها وقد يكون التعرض للكروم سداسي التكافؤ عاملاً آخر.
- انخفاض سكر الدم (نقص سكر الدم): عند استخدامه مع أدوية السكري (الأنسولين أو مضادات السكري الفموية)، قد يتسبب في انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص سكر الدم).
- التفاعلات الدوائية:
- أدوية السكري: يزيد من خطر الإصابة بنقص سكر الدم عند استخدامه مع الأنسولين أو الأدوية المضادة لمرض السكر عن طريق الفم. يجب مراقبة مستويات الجلوكوز في الدم عن كثب وتعديل جرعات الدواء.
- ليفوثيروكسين قد يؤثر على امتصاص أدوية هرمون الغدة الدرقية. يجب أن يكون هناك فاصل لعدة ساعات بين مكملات الكروم وليفوثيروكسين.
- مضادات الحموضة يمكن أن تقلل مضادات الحموضة من امتصاص الكروم.
الجرعة:
يختلف المدخول اليومي الموصى به (RDA) أو المدخول اليومي الكافي (AI) من الكروم حسب العمر والجنس:
- الرجال البالغون (19-50 سنة): 35 ميكروغرام/اليوم
- النساء البالغات (19-50 سنة): 25 ميكروغرام/اليوم
- النساء الحوامل: 30 ميكروغرام/اليوم
- النساء المرضعات: 45 ميكروغرام/اليوم
جرعات المكملات الغذائية: عادةً ما تحتوي مكملات الكروم على جرعات أعلى بكثير (مثل 200 ميكروغرام إلى 1000 ميكروغرام) من عنصر الكروم. وتستخدم هذه الجرعات بشكل خاص لأغراض علاجية معينة، مثل التحكم في نسبة السكر في الدم أو التحكم في الوزن.
- للتحكم في نسبة السكر في الدم: عادة ما يتم استخدام 200-400 ميكروغرام/اليوم من بيكولينات الكروم. وقد استُخدمت جرعات أعلى (600-1000 ميكروغرام) في بعض الدراسات، ولكن يجب تناول هذه الجرعات تحت إشراف أخصائي صحي.
- الحد الأعلى للتناول (UL): لا يوجد حد أعلى محدد لتناول الكروم (UL). ويرجع ذلك إلى صعوبة الإفراط في تناول الكروم من النظام الغذائي العادي، كما أن خطر التسمم في أشكال المكملات الغذائية منخفض بشكل عام. ومع ذلك، ينبغي مراعاة الآثار الجانبية المحتملة عند تناول جرعات عالية جدًا والاستخدام طويل الأمد.
من الضروري استشارة أخصائي رعاية صحية (طبيب أو أخصائي تغذية أو صيدلي) قبل استخدام أي مكملات غذائية تحتوي على الكروم، خاصةً إذا كانت هناك حالة صحية مزمنة مثل السكري أو أمراض الكلى أو الكبد أو إذا كان يستخدم أدوية منتظمة.
ظروف التخزين
مكملات الكروم هي تركيبات مستقرة بشكل عام ولكن يجب تخزينها بشكل صحيح للحفاظ على جودتها:
- بيئة باردة وجافة: يجب تخزينه في مكان بارد (عادةً في درجة حرارة الغرفة) وجاف بعيداً عن الرطوبة والحرارة الزائدة. يجب عدم تعريضه لأشعة الشمس المباشرة.
- التغليف الأصلي: تخزين المنتج في عبوته الأصلية محكمة الإغلاق يقلل من ملامسته للهواء والرطوبة ويحافظ على ثبات المنتج.
- بعيداً عن متناول الأطفال: مثل جميع المكملات الغذائية، يجب حفظه في مكان آمن بعيداً عن متناول الأطفال.
الخاتمة والأبحاث المستقبلية
يعد الكروم عنصرًا مهمًا، خاصةً لدوره المحتمل في التحكم في جلوكوز الدم وحساسية الأنسولين. وقد أظهرت أشكال مثل بيكولينات الكروم إمكانية المساعدة في تنظيم الجلوكوز في الدم لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني ومقدمات السكري ومقاومة الأنسولين. ومع ذلك، قد تكون فوائده أقل وضوحًا لدى الأفراد الأصحاء أو أولئك الذين يعانون من داء السكري الخاضع للسيطرة الجيدة. آثاره على إدارة الوزن وصحة القلب والأوعية الدموية غير مباشرة وتحتاج إلى مزيد من البحث. على الرغم من أن استخدام المكملات الغذائية آمن بشكل عام، إلا أنه يجب توخي الحذر، خاصةً بسبب التفاعلات مع أدوية السكري والآثار الجانبية النادرة عند تناول جرعات عالية جداً. يجب أن تفحص الأبحاث المستقبلية آليات عمل الكروم بمزيد من التعمق، ومقارنة التوافر البيولوجي وفعالية الأشكال المختلفة من الكروم، وفهم تأثير حالة نقص الكروم الفردية على استجابة المكملات بشكل أفضل. على وجه الخصوص، ستوفر الدراسات البشرية العشوائية المنضبطة طويلة الأجل وواسعة النطاق على الإنسان صورة أوضح للإمكانات العلاجية للكروم وسلامته.
المصادر
- Aaseth, J., Alexander, J., & Bjørklund, G. (2020). تأثير الكروم على داء السكري والمضاعفات المرتبطة به: مراجعة. مجلة العناصر النزرة في الطب والبيولوجيا, 61, 126582.
- Cao, H., & Anderson, R. A. (2007). الكروم في مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. مجلة العناصر النزرة في الطب والبيولوجيا, 21(1), 1-10.
- Jamilian, M., & Asemi, Z. (2017). تأثير مكملات الكروم على مقاومة الأنسولين والدهون في الدم وعلامات الالتهاب في المرضى الذين يعانون من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات: مراجعة منهجية وتحليل تلوي للتجارب المعشاة المضبوطة. أمراض الغدد الصماء النسائية, 33(10), 795-800.
- Lukaski, H. C. (2000). الكروم كعامل مساعد على توليد الطاقة. المجلة الدولية للتغذية الرياضية والتمثيل الغذائي للتمارين الرياضية, 10(3), 332-342.
- Onakpoya, I. J., Posadzki, P., & Ernst, E. (2015). الكروم لفقدان الوزن والتحكم في نسبة السكر في الدم: مراجعة منهجية وتحليل تلوي للتجارب المعشاة ذات الشواهد. مراجعات السمنة, 16(5), 415-422.
- Pittler, M. H., & Ernst, E. (2007). بيكولينات الكروم لتقليل وزن الجسم: مراجعة منهجية وتحليل تلوي للتجارب السريرية العشوائية. المجلة الدولية للسمنة, 31(6), 957-962.
- Sahin, K., Sahin, N., & Kucuk, O. (2004). تأثيرات مكملات الكروم على بارامترات الأيض في الفئران التي تتغذى على نظام غذائي عالي الدهون. مجلة فسيولوجيا الحيوان وتغذية الحيوان, 88(9-10), 374-380.
- Yazdani, A., Mozaffari, M., & Amini, J. (2014). تأثير مكملات الكروم على ملف الدهون في مرضى السكري من النوع 2: تحليل تلوي. مجلة السكري واضطرابات التمثيل الغذائي, 13(1), 74.